يا ليتني كنت نملة ... !!!

تمنيت ذلك يوما...


ثم ...

حمدت الله على نعمة...

" إنسان مسلم"



كان هذا هو العنوان و إليكم الحكاية بالتفصيل

تمنيت أحيانا أن أصير نملة، وكدت أصوغ شعرا في ذلك، و لما لم أك شاعرا، وباءت جميع تجاربي - هنا – بالفشل،
فقد كان نتاج تجاربي قريب الشبه بقول الأصمعي :
" والكلُّ كَعْكَعْ كَعِكَعْ خلفي ومن حُوَيْلَلِي"،
آثرت السلامة على الندامة،
فمن تكلم في غير فنِّه أتى بالعجائب،
ولو سكت من لا يعلم لقل الخلاف،

ولذا اكتفيت بالتأمل في كتب الأماجد


وعلى رأس كل مجيد كتاب الله المجيد ينطق بيننا بالحق،

قلت مستعينا بالله:


فاقرأ وتأمل وتعلم معرفةً تزهو بها تسلـم


تسلم من جهل يخـزيك فـاقرأ وتأمل وتعـلم

ويكفيك في حب النمل أنها لا تعصي الله... !!!

وإن كُنَّا لا نكره عاص لشخصه ،

وإنما نكره معصيته،... ومن منا بغير معصية!!!



من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط


ويكفي في فطنتها ما نص الله عز وجل
في كتابه من قولها لجماعة النمل وقد رأت سليمان عليه الصلاة والسلام
وجنوده ((أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ
سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)



فتكلمت بعشرة أنواع من الخطاب في هذه النصيحة :


النداء


والتنبيه


والتسمية


والأمر


والنصح


والتحذير


والتخصيص


والتفهيم


والتعميم


والاعتذار



فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذه الأنواع العشرة ،



ولذلك أعجب سلميان قولها


وتبسم ضاحكا منه


وسأل الله أن يوزعه شكر نعمته عليه لما سمع كلامها




قال تعالى: (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ
أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ
فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)

ولا تستبعد هذه الفطنة من أمة من الأمم تسبح بحمد ربها ليل نهار ...
وكثير من الناس ينسى الذكر الذي هو حصن حصين، بل ينسى الدين الذي هو حبل الله المتين،

ولا حول ولا قوة إلا بالله.


وانظر "مفتاح دار السعادة" (1/243): لحبيب قلبي ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله وشيخه وجميع علماء أهل السنة... آمين ـ


قلت : " ومن إعجاز القرآن في هذه الآية أن النملة (الأنثى)هي التي تنبه من الخطر:-
فمن الحقائق العلمية
والتي لم يكن لأحد علم بها عند تنزل القرآن العظيم أن النملات المؤنثة هي
التي تتولى الدفاع عن المستعمرة وحمايتها من أي خطر مفاجئ ، وذلك بإصدار
إشارات لبقية أفراد المستعمرة ليتنبهوا إلى الخطر القادم. وهذا ما حدثنا
عنه القرآن



نمل لا يحب الكذب :

أخبر بعض العارفين أنه شاهد منهن يوما عجبا قال:
" رأيت نملة جاءت إلى شق(نصف) جرادة فزاولته (حاولت حمله) فلم تطق حمله من الأرض،
فذهبت غير بعيد ثم جاءت معها بجماعة من النمل...،
قال فرفعتُ ذلك الشق
من الأرض فلما وصلت النملة برفقتها إلى مكانه دارت حوله ودرن معها فلم يجدن
شيئا فرجعن فوضعته ثم جاءت فصادفته فزاولته فلم تطق رفعه فذهبت غير بعيد
ثم جاءت بهن فرفعته فدرن حول مكانه فلم يجدن شيئا فذهبت فوضعته فعادت فجاءت
بهن فرفعته فدرن حول المكان فلما لم يجدن شيئا تحلقن حلقة وجعلن تلك
النملة في وسطها ثم تحاملن عليها فقطعنها عضوا عضوا، وأنا انظر ...


قلت (مبتسما) :... سامحك الله يا شيخ ؛ تسببت في قتل النملة... فقد أقاموا الحد عليها.

ثم قلت لنفسي:يا
الله، مزقوها لأجل كذبة تأكدت لهم ... فما بال كثير منا يكذب وما أبرئ
نفسي... الحمد لله أن جعلني آدميا... فاللهم ارزقنا الصدق و السداد في
القول والعمل.


قصة لم أقف على سندها:
ذكروا أن سليمان كان جالساً على شاطىء بحر ،
فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر ،
فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت
الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ،
ففتحت فاها فدخلت النملة
وغاصت الضفدعة فى البحر ساعات طويلة ،
وسليمان يتفكر فى ذلك متعجباً .
ثم خرجت الضفدعة من الماء وفتحت فاها
فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة ،
فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها وأين كانت ؟
فقالت : يا نبىّ الله ، إن فى قعر البحر الذى تراه صخرة مجوَّفة وفى جوفها دودة عمياء ،
وقد خلقها الله تعالى هنالك ، فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها،
وقد وكلنى الله برزقها . فأنا أحمل رزقها ،
وسخر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملنى فلا يضرنى الماء فى فيها ،
وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ،
ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجنى من البحر.

فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعتِ لها من تسبيحة ؟
قالت : نعم


تقول

يا من لا ينسانى فى جوف هذه اللجة برزقك
لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك

وسبحان
الله القائل في كتابه العزيز : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا
عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا
كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)



والحمد لله على نعمة (( إنسان مسلم))



مما راق لى